Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

soy asi

16 septembre 2006

معالي الجنرال

الجنرال لعنيكري.. صقر أمني خارج السرب

الرباط: نبيل دريوش
غادر الجنرال حميدو لعنيكري، سرب الصقور الأمنيين، بعدما ظل لسنوات يساهم في صناعة الخريطة الأمنية للمغرب، الذي لم يسلم بدوره من يد الإرهاب الأسود.

وغادر لعنيكري السرب، بعدما سقط ريشه تباعا. كانت آخر ريشة هي تورط عبد العزيز ايزو، مدير أمن القصور الملكية في الاتجار بالمخدرات، فلم يصمد الجنرال، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، سوى أيام قليلة قبل أن يغادر مبنى الإدارة العامة للأمن الوطني، الذي ظل يشغل بداخله منصب الرجل الأول. ومثلما ساهمت تفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في تغييرات أمنية في عدة دول، وأطاحت برؤوس وجاءت بأخرى، فإن الجنرال لعنيكري استفاد من الحرب الدولية على الإرهاب ولمع اسمه في مايو (ايار) 2002، عندما اعلن في المغرب عن تفكيك خلية نائمة لتنظيم «القاعدة»، كانت تخطط لعمليات تستهدف البوارج الحربية الاميركية والبريطانية في مضيق جبل طارق. وبرز اسم لعنيكري مرة أخرى، عندما كان أول من وضع اليد على تنظيمات إرهابية مثل «الصراط المستقيم» و«الهجرة والتكفير» و«السلفية الجهادية». وبعدما هزت تفجيرات 16 مايو (أيار) 2003 مدينة الدار البيضاء، كان على حفيظ بنهاشم، المدير العام السابق للأمن الوطني، أن يحزم حقائبه ويتوارى عن الأنظار، فاسحا المجال أمام لعنيكري الذي جمع بين الأمن الوطني والاستخبارات المدنية، بتعيين أحد المقربين منه على رأس هذه الأخيرة.

بدأ الجنرال مساره المهني من أول السلم العسكري في الجيش، فلم يكن يحمل أكثر من رتبة «ملازم أول»، قادما من أسرة متواضعة بمدينة مكناس «وسط المغرب»، ثم بدأ يترقى في السلم العسكري، خصوصا عندما لفت انتباه مجموعة من المسؤولين إليه في الستينات من القرن الماضي، ونصحه بعضهم بالالتحاق بالدرك الملكي، لم يتردد الشاب لعنيكري، كثيرا في التخلي عن قبعة العسكري وارتداء قبعة الدركي. لم يخب ظن من نصحوه، لأنه ارتقى السلم بسرعة، حتى أصبح قائدا للدرك الملكي في المنطقة الشمالية في بداية السبعينات. وخلال هذه الفترة تعرف عليه العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني.

لم يكن طموح لعنيكري ليتوقف عند منصب قائد إقليمي للدرك الملكي، بل إن الدينامية التي أبداها في عمله، خصوصا عقب استهداف الطائرة الملكية عام 1972، جعلته ينتقل إلى الكونغو، ثم يتكلف بالأمن الخاص لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو المنصب الذي أعطاه دفعة مهمة، نتيجة علاقة الود التي كانت تجمع بين الملك الراحل الحسن الثاني والراحل الشيخ زايد. وبعد عودته من الإمارات العربية، عمل في مكتب الدراسات والمستندات (الاستخبارات العسكرية)، مستفيدا من تجربته في الخارج والداخل خلال سنوات طويلة من العمل الأمني والاستخباراتي. لكن لعنيكري لم يظهر في الصورة إلا بعدما عين مديرا للاستخبارات المدنية «ديستي»، وهو التعيين الذي تلته مغادرة وزير الداخلية الأسبق ادريس البصري لمنصبه، ومعه جزء مهم من حاشتيه ومعاونيه، فبدأت تجربة جديدة في حياة الجنرال، الذي كانت علاقته سيئة مع الصحف المغربية المستقلة. كان لعنيكري يكره أن تلتقط له الصور في الاجتماعات التي يحضرها، ولم يصدر عنه غير حوار يتيم أدلى به لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية طيلة توليه منصبه، فقد أدرك أن الصقور القوية عكس الحمائم لا تتكلم، وإنما تطير وتدقق النظر وتحاول التحليق أعلى من جميع الصقور الموجودة في السماء، ثم تنقض بأقصى سرعة على الفريسة، التي قد لا تكون غير خلية إرهابية، يقودها أحد الملتحين الجدد. سقطت أهم حزمة ريش في أجنحة لعنيكري، عندما أقيل أقرب مساعديه أحمد الحراري من «ديستي» وعبد الجليل عبدون من الاستعلامات العامة، ثم فقد حزمة ريش أخرى بعدما أقيل أحد أقرب أصدقائه في الجيش، وهو الجنرال محمد بلبشير من المكتب الخامس (الأمن العسكري)، على خلفية اكتشاف أعضاء من الجيش في خلية إرهابية «أنصار المهدي»، وبقي الصقر بدون ريش تقريبا، بعدما أعفي عبد العزيز إيزو، مدير أمن القصور الملكية من مهامه، فكانت النتيجة الطبيعية أن يغادر سرب الصقور في صمت.

Publicité
Publicité
soy asi
Publicité
Publicité